أكثر شيء أصبح يملأ حياتي ووقتي هو "التّفكير"
التّفكير في الماضي و مخلّفاته، التفكير في المستقبل و غيبيّاته.
التّفكير في الواقع الذّي نعيشه، والواقع الذّي كان يجب أن نعيشَه.
التّفكير في الأوهام التي أصبح الناس يبنون حياتهم عليها، و المبادئ و القيم التي يجب أن تكون هي أساس الحياة.
التّفكير في الحريّة التّي أصبحت تعني في أغلب المجتمعات الخلاعة و سوء الأدب و الأخلاق، والحريّة الحقّة التي تسمو بالإنسان و فكره و تحفظ له أخلاقه.
أفكّر في الحبّ الذّي أصبح سلعة ولعبة و تجارة بدل أن يكون سر الحياة و نورها الذي يجمع الناس و يوحّدهم..... الحبّ الذّي أصبح مرميّا في الشّوارع رخيصا دنيئا منحطّا و الذّي هو في حقيقته ارتفاعا وسموّا.
أفكّر.... أفكّر.... أفكّر...... حتّى أصبح رأسي يتعب من شيء اسمه التفكير.
يأتي الليل فيسكت كلّ شيء إلاّ هو يأبى السّكوت.
يأتي الصّباح بضجيجه فأقول سيصمت و لكنّه يحدثُ ضجيجا يعلو على كلّ ضجيج....
آه..آه.... تفكير....تفكير...
"ويبقى في النّهاية مجرّد تفكير محبوس في دماغي الصّغير"